الكابتن لطيف .. ساحر الجناح والميكروفون

الكابتن لطيف .. ساحر الجناح والميكروفون

لم يحقق لاعب كرة -فى تاريخ العالم العربى على الاطلاق - مساحة الشهرة والانتشار التى حققها محمد لطيف نجم الرعيل الاول فى نادى الزمالك ومنخب مصر . محمد لطيف لعب الكرة وسط لاعبين اخرين نال كل منهم القدر الكافى من التقدير والاحترام وظلوا جميعا باقين فى الذاكرة جيل وراء جيل ، ولكن بقى لمحمد لطيف مكانة متميزة وفريدة واحتل الرجل الصدارة دون منازع ولايمضى يوما الا ويأتى ذكره واسمه مصحوبا بالامتنان بما قدمه للناس فى كل مكان.
الكابتن لطيف حقق مكانته المتميزة من خلال ميكروفون الاذاعة ثم التليفزيون ، واصبح علما من الاعلام البارزة التى لايبدو من السهل منافستها أو المقارنة بها . نشأ الكابتن لطيف فى حى القلعة على مقربة من سجن قرة ميدان ، وفى هذا المكان كانت الارض مقسمة الى الى عدد من الملاعب التى يمارس فيها جنود الاحتلال الانجليزى لمصر كرة القدم – الاختراع العجيب الذى قدموه للدنيا كلها – وراح الكثيرون يتابعون من خلف الاسوار تلك الرياضة التى يحرص الجنود على ممارستها كل يوم بمهارة واتقان شديدين ، زكان من بين المبهورين بهذه اللعبة الطفل محمد لطيف، الذى لم يكن قد بلغ العاشرة من عمره واصبح واحدا من اللاعبين المغرمين بممارسة الكرة . انضم محمد لطيف لفريق مدرسة الجمعية الخيرية الاسلامية بدرب الجماميز ، وكان من شدة حرصه على التقدم فى الاداء والمستوى يقوم بتسلق سور مدرسة الخديوية ليشاهد نجوم الكرة المصرية وهم يتدربون ويؤدون مبارياتهم ، وقد كان هذا سببا مباشرا فى اكتسابه الكثير من المهارات والمواهب التى جعلته لاعبا له وزنه فيما بعد .
حصل الكابتن لطيف على الشهادة الابتدائية وكان ذلك يعد نقلة مهمة فى حياته ليس على المستوى العلمى ، ولكن على المستوى الكروى ، فقد كان انتقاله الى المدرسة الثانوية يعن انضمامه للمدرسة الخديوية وبالتالى دخوله لفريقها الكروى وهو شرف ما بعده شرف اذ كانت كرة القدم تنحصر فى فريقى الخديوية والسعيدية حيث كانا يضمان ابزر وامهر لاعبى مصر مممثلين فى الاهلى والمختلط او الزمالك فيما بعد ، وكانت مبارياتهما سويا اشهر مباريات المدارس واهمها على الاطلاق . الكابتن لطيف نشأ وهو شديد الاعجاب والاحترام لاثنبن من اللاعبين المصريين وهما حسين حجازى الذى وصفه بأنه عبقرى الكرة ، ومحمود مختار التتش الذى لم يكن له مثيل - فى رأيه - بعد حسين حجازى . اشتهر الكابتن لطيف بمهارته فى شغل مركز الجناح الايمن ..
وجاء انضمامه لنادى المختلط – الزمالك – تلبية لمشاعر الاعجاب التى كان يشعر بها تجاهه ، وقد مثل محمد لطيف مصر فى اول مباراة رسمية فى تارخها مع كأس العالم وكانت امام المجر فى مدينة نابولى بايطاليا عام 1934واكن الفريق مكونا من مصطفى كامل منصور ، وعلى كاف ، وحميدو شارلى ، وحسن الفار ، واسماعيل رأفت ، ومصطفى كامل طه ، وعبد الرحمن فوزى ، ومحمود مختار ، وحسن رجب ، ومحمد حسن . وبعد عودته من كأس العالم وجد خبرا سعيدا فى انتظاره حيث قررت وزارة المعارف ايفاده الى انجلترا لدراسة التربية البدنية فى كلية "جورد هل" بمدينة جلاسجو ، وخلال وجوده هناك شارك مع فريق "رينجرز" وكان لاعبا مرموقا .
اعتزل محمد لطيف فى عام 1945 بعد ان تجاوز الخامسة والثلاثين من عمره ، وكان الاعتزال بداية لحياة جديدة فى اتجاه اخر ولكن وثيق الصلة بالرياضة عموما وكرة القدم خصوصا. فقد اصبح حكما مع ابرزحكام فى تلك الفترة امثال : عبد الله رفعت ، ومحمود بدر الدين ، وفؤاد حافظ ، وعزت العشماوى ، وومحمد حسن حلمى ، وجلال قريطم ، ومحمود امام ، ومصطفى كامل منصور ، وعزيز فهمى ، ولبيب محمود ، وفى سنة 1948 اختاره مستر "كين" مدرت منتخب مصر ليكون مساعدا له ، واختاره حسين حجازى عام 1949 ليكون مساعدا له فى اعداد منتخب مصر للمشاركة فىكأس العالم . ولم يكن كل ذلك هو أهم ما قام به محمد لطيف فى حياته الرياضية او العملية بل كان هناك مجال أخر صنع كثير من شهرته ومعرفة كل الاجيال به ، وهو التعليق على مباريات الكرة فى الاذاعة ثم فى التليفزيون عند ظهوره .
تعلم الكابتن لطيف الدرس الاول فى التعليق عندما تصادف جلوسه الى جانب معلق انجليزى شهير يدعى "ريكس" خلال قيامه بوصف احد مباريات الكرة عندما كان لطيف يقضى فترة بعثته فى انجلترا ، وقد قال الكابتن لطبف عن هذا الموقف بأنه علمه اهم واعظم درس فى التعليق على المباريات لان "ريكس" كان يصف ما يجرى فى المباراة لعدد من المكفوفين وادت دقة ما ينقله الرجل عن الاحداث التى تجرى فى الملعب الى تفاعل هؤلاء المكفوفين معه بدرجة وصلت الى تصفيقهم ، وقفزهم فى الهواء وضرب اقدامهم فى لاارادية وكأنهم كانوا يشاهدون المباراة .
وفى 1948 دعا الاذاعى الكبير على خليل الكابتن لطيف الى تقديم برنامج تمارين الصباح فى الاذاعة ، ومن بعدها بدأ فى التعليق على المباريات ، وفى عام 1955 اصبح هو المسئول الاول عن كل المباريات وذلك بعد وفاة محمود بدر الدين اشهر من علق على مباريات الكرة فى مصر قبل محمد لطيف ، وعند انطلاق ارسال التليفزيون المصرى عام 1960 تولى الكابتن لطيف مهمة التعليق علي مباريات الكرة وكان يملك اسلوبه الخاص وعباراته الممميزة التى اكسبته مكانة متفردة عند جمهور الكرة ، واليه ينسب الكثيرين فضل نشر اللعبة وتقريبها من الناس من خلال شرح قوانينها وتوضيح قواعدها. محمد لطيف لاينسى عدد من المباريات المهمة التى تولى التعليق عليها وعنها قال : هناك مباراة مصر والبرازيل التى اقيمت عام 1960وشهدت مشاركة بيليه ، وجارينشيا ، وكارانتيتا ، وكان استمتاع الجمهور المصرى بها كبيرا رغم خسارة منتخب مصر ، وهناك ايضا مباراة الزمالك امام ريال مدريد الاسبانى التى حضرها مائة الف متفرج فى ستاد القاهرة ، ومباراة توتنهام بطل انجلترا مع منتخب الاهلى والزمالك ، ويمها تقطعت احبالى الصوتية من الصراخ وتابع الجمهور مباراة حافلة بالاحداث الكروية الرائعة ، واللعب الجماعى الممتع .
الكابتن لطيف فى سطور :
تاريخ الميلاد : 1910
مكان الميلاد : القاهرة
النادى : المختلط
المركز : جناح ايمن
الوظائف التى شغلها : مدير عام مراقبة التربية البدنية بوزارة المعارف – ضابط برتبة المقدم حتى عام 1951 – عضو وسكرتير اتحاد كرة القدم المصرى ورئيسا للجنة الفنية .